المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بطلان من تميم كاد يفتكان ببعضهما بسبب النخوة والحمية


اسير الحرف
23 04 14, 01:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


القصة تتألف من بطلين
الآول
ابراهيم المرشد من ال مفيد من عمرو بن تميم
ابرز اهل عصره من اهل بلدته جفيفا ومن البارزين المعدودين المشهورين على مستوى تميم ومنطقة حائل
عندما توفي السخي المعجزة عثمان بن دواس ذلك الكريم الذي قام لوحده بمالا يقوم به الجماعات واهل اليسار
وبعض الولاة ، كرمه الله في البركة التي حلت برزقه ، نخله ليس بالعدد الكثير لكن احواض التمر التي تبنى وتكون جزء لايتجزاء
من تصميم المنزل في ذلك العصر لاينقص التمر المكبوس بها ، و كل ما اخذ منها تمر وملئت الصياني الكبيرة النحاسية عاد التمر يتزبر وكأنه لم يؤخذ منه شيئا ، وكل هذ الكرامة تمت
بقدرة الله القادر على كل شيء جزاء لحسن نيته تجاه خلق الله ، لايبحث عن أي شيء الا رضى الله ثم راحت الضمير وهدؤ النفس الكريمة التي لاتهدى الا بعد القيام بالواجب
توفي عثمان رحمه الله وترك فراغا كبيرا
كيف لا وهو الذي لايبارى ولا يجارى
كيف لا وهو لم يترك ذرية وليس له اخ ولا ابن اخ
وكان من ضمن الفداوية الذين عاشو في كنف عثمان شخص اسمه متعب من العمود من شمر
تنباء الشاعر الطابي بما سيحصل لمتعب بعد رحيل عثمان
قال
عزي لمنعب وان غاب عثمان + + + ياما يشوف من الجفاء والهواني

بما ان ابراهيم المرشد من اقرب الناس اليه فآبائهم اولاد عم ثم ان ابراهيم ابن اخت عثمان
وفيه كثير من صفت خاله عثمان
سدد وقارب واستلم راية المجد وواصل مسيرة الجود والعطاء الى آخر يوم في حياته
وكما قال الخليفة الراشد / علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، ما اختفى نجم الا ظهر نجم آخر
والغريب في الامر ان ابراهيم كذلك انقطع نسله
وبعد وفاته هجرت جفيفا تماما
وقد بعثت في الزمان الحاضر من جديد




الثاني
حمود الهياف من الحماضا من النواصر من عمرو بن تميم
كذلك ابرز رجال عصره من اهل بلدته خاصة في الشجاعة والحمية وكذلك من البارزين المعدودين المشهورين على مستوى تميم ومنطقة حائل كان ثائرا عنيدا مقاتلا صنديدا وكثيرا ما يطلب القبض عليه من قبل الرشيد
وذلك بسبب حميته وفزعاته التي تجر عليه الويلات
لهذه الاسباب لم يتأمر في بلدته الغزالة علما انه مؤهل لها ولأن الامارة تتطلب البقاء
وهو لايستطيع البقاء في مكان واحد ومعروف ولا يريد ان يجر على قومه مشكلات
اصبح يتنقل كا السبع بين الجبال ويعيش على الصيد ومن قصده في مكانه واستطاع الحصول عليه
يتعوذ منه ثم ينذره ان يتراجع وان لم يسمع قوله يصفيه بدون تردد
وكان يمر على الغزالة بين الفينة والاخرى وكان هو الذي ينصب امراء الغزالة وهو الذي يخلعهم كذلك
وابنائه مثله اهل حمية وشجاعة وكذلك اخوته وابن عمه وابن اخته علي الهياف
سطرو بمواقفهم وبطولاتهم تاريخا ناصعا لبلدتهم ولجماعتهم
وصنعو لها هيبة في قلوب البادية
وصار يحسب لها الف حساب

نعود للقصة بعد ان قدمنا نبذة قليلة عن بطلي القصه

قدم احد اقارب ابراهيم المرشد الى الغزالة وتعرض لضرب مبرح من احد شبان الغزالة
وهذا الذي اعتدى من سكان الغزالة وليس من اهلها الاصليين وهو بطبيعة الحال من نزايع تميم
وهو رجل يحب الاعتداء على الغرباء ولا يوقرهم
ما ان علم ابراهيم المرشد الا وشد على ذلوله وجهز سلاحه واخذ معه مايلزم
من خنجر وعصاء غليظة لها رأس مستدير كا الكرة تسمى قناة والقصد من ذلك اشباع الخصم ضربا لأن رجالات ذلك الزمان كالأبل لايؤثر فيهم الضرب ولا يطرحهم ارضا الا تهشيم الرأس بضربات عديدة
واخذ قبل كل شي الزاد والماء لأن المسافة
بحدود (80) كيلومتر
انطلق مسرعا يحث السير والغيض يعصر قلبه
ويتمنى لقاء هذا العائل ليفتك به
اقترب من البلدة وكان على طريقه قرب البلدة حزم صغير
والغزالة تقع في سهل فسيح ينحدر من سفوح جبال رمان الغربية
ولا يوجد قربها الا هذا الحزم
نوخ ذلوله وعقلها
وهو يعلم سطوة رجالها خاصة الهياييف
وهو لوحده ولم ينسق مع احد من ربعه
اتكل على ربه وانطلق متوشحا سلاحة ومتمنطقا بالحزام والخنجروبيمينه القناة
ولج في البلدة وهو يسأل ويبحث عن ذلك العائل
مكث غير كثير ووجده في وسط شبيبة من البلدة وكانت وقتئذ محدودة الحجم
فتك به واوجعه ضربا ولم يتركه الاجثة شبه هامده
ثم عاد مسرعا الى ذلوله
اتناء العودة علم حمود الهياف في الخبر
ذهب ليتأكد شاهد الرجل طريحا والدماء تغطي جسده
صفع كل من وجده حاضرا ولم يتدخل معاتبا كيف تسمحون
لرجل يلج بلدتكم ويفعل مافعل وانتم تتفرجون
اخبروه انه مسلح ولا طاقة لهم به
سألهم اين غادر و الى أي جهة اتجه
افادوه اين مسلكه فانطلق مسرعا على اقدامه ولمحه من بعيد قبل
الاختفاء خلف الحزم وكان حمود الهياف مسلحا دائما
وحتى وقت النوم لايبعد سلاحه عنه
ابراهيم المرشد وصل ذلوله وفك عقال ذلوله
وكان مرتاحا لنجاح خطته واخذه لحق قريبه
من غير ان يعثره شيئا اويعترضه مكروه
وهذه غاية مايتمناه كل رجل عاقل ان يأخذ حقه ويعود سالما
وقد احتاط والاحتياط واجب الا انه لم يكن يعلم ما يخفيه القدر
ركب ذلوله ثارت الذلول استقامت
واذا هو وجه لوجه مع من كان يخشاه
ومع الذي ماتسلح الا لأجله واجل من هو على شاكلته
فورا صوب كل منهما بندقيته نحو الآخر
قال حمود
تظنها فوضى تضرب الرجال بعقر بلدتنا وترجع سالم
انا مستغرب اشد الاستغراب كيف تتجراء على ذلك ونحن نحمي الحدود
البعيدة من مراعيها ما ينزلها بدوي من غير اذننا
ومن هذا الذي يستطيع ويتجراء ولا يبالي وكأنه لم يحسب لنا حساب
رد ابراهيم
على التساؤل الاول وبنفس الصيغة
وانتم كذلك تحسبونها فوضى يضرب رجالنا وتذهب سدى
سأله حمود
ومنه رجالكم
اجابه ابراهيم وكان حمود لم يعلم بما جرى لأنه كما قلت سلفا
يختفي جل وقته في جبال رمان بسبب انه مطلوب من قبل الرشيد
كان هذا الحوار يجري بين البطلين وبنادقهما موجهة الى بعضهما البعض
وكل يده على الزناد
عندما اجاب ابراهيم وعرفه بقريبه عرف حمود انهم من تميم ومن بلدة جفيفا
وادرك ان مبارزه هو ابراهيم المرشد بعينه
وكان له قيمة ومقدار ويجله من يعرفه و كل من يسمع به
عندئذ ادار السلاح عاكسا اتجاه فوهته و مرحبا به ومعتذرا
ومقسما له اني ما علمت بما حدث وعن الدوافع التي دفعتك لهذه الجرءة

وكنت اظنك بدويا صائلا
والآن الله يحييك ضيفا عزيزا
تعانقا عناقا حارا حاول الحصول على موافقة ابراهيم لح عليه الا انه لم ينل بغيته
قبل قليل كل منها يكاد يفتك بالآخر والآن صاحب البلدة يريد اكرامه
والقيام بالواجب تجاهه على اعتبار انه ضيف وليس أي ضيف
ولا ينبغي تركه يعود لأهله من غير اكرام
اخيرا ودع كل منهما الآخر
وعاد كل اسد الى عرينه
رحمهما الله رحمة واسعة