كاظم حسين التميمي
10 02 13, 12:07 PM
بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)
اذا غضبــتـــــــ عليكــــ بنيُ تميـــــــــــــــــم
حسبتـــــ الناس كلهــــــــــــــــم غضابـــــــــــــــٌ
http://1.bp.blogspot.com/_-CjxU_n9q-s/THQ0rBx-QEI/AAAAAAAAAgc/EE8b8RBgUcY/s200/%D8%B4%D9%8A%D8%AE+%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF+%D8%A7 %D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%85%D9%8A.JPG
رد على البعض الذين سمحوا لانفسهم بتنسيب وتنصيب
اناس شيوخا على قبيلة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/).
قبيلة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)من قبائل العراق العريقة ولها تأريخها
اما عن أميرها ...
شيوخ بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)هم عشيرة الطرشان .. وهو الشيخ ((حميد يحيى الحسن)) رحمه الله وفي مجلس عزاء الشيخ المرحوم قامت باقي العشائر بمبايعة الشيخ بلاسم حميد يحيى الحسن اي ابن الشيخ المرحوم حميد ....
تعد العشائر وزعاماتها حلقة مهمة في النسيج الاجتماعي لبنية المجتمع العراقي، لذا تناولت دراسات عديدة هذا الموضوع، غير أنها تميزت بالنمطية الموحدة والمفردات المتشابهة إلى حد ما مثل: اصل العشيرة، ونزوحها ثم استقرارها، وابرز من تولى مشيختها، وفي الوقت ذاته ظهرت دراسات أخرى كرّست موضوعاتها عن الشخصيات العشائرية (الشيوخ والوجوه المعروفة)، طغت عليها صفة المبالغة وتحميل الأحداث أكثر مما تحتمل فضلا عن سوء تخريج الأمور والأحداث.
لقد أخذنا بنظر الاعتبار هذه الحقائق عندما عقدنا العزم على دراسة شخصية عشائرية لها باع طويل، ومشاركة فاعلة في بعض الأحداث التي شهدها العراق خلال النصف الأول من القرن العشرين وبالقدر الذي يتعلق بدائرة نشاطه الاجتماعي، ذلك هو الشيخ حميد الحسن السليمان المحمد الراشد رئيس عشيرة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في لواء (محافظة) ديالى.
إن دراسة هذه الشخصية حتّمت علينا استخدام منهج تاريخي يعتمد التفسير أحيانا والموازنة أحيانا أخرى ثم الشك في قبول قسم من النتائج، ومن هنا نستطيع القول وبتواضع إن خطوط هذه الدراسة قد ارتقت إلى المنهج العلمي في كتابة التاريخ بالاستناد على المصادر من مواردها الأساسية المهمة.
احتوت الدراسة على ثلاثة مباحث رئيسة الأول خصص لنشأته الأسرية وتكوينه الاجتماعي متضمنا ولادته وتربيته وصفاته وسجاياه ثم شيخوخته الكريمة ووفاته الموعودة بأجلها، أما المبحث الثاني فقد احتوى تفاصيل توليه مشيخة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى ثم علاقته مع الولاة العثمانيين، وأثره في أحداث العراق الوطنية حتى قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921، وكرّس المبحث الثالث لنشاطه نائبا في مجلس النواب العراقي في دورته الرابعة مع بيان بعض المقتطفات من مداخلاته وتعقيباته في أثناء اجتماعات المجلس الاعتيادية وغير الاعتيادية والله ولي التوفيق.
أولا: الشيخ حميد الحسن: نشأته الأسرية وتكوينه الاجتماعي:
1- النسب:
من المتفق عليه أن الشيخ حميد الحسن السليمان المحمد الراشد تعود جذور مشجرة النسبي إلى قبيلة بني تميم([1])، وهي قبيلة عربية كان لها أثر مهم في تأريخ العرب قبل الإسلام، فقد ذكرت في الكتابات العربية القديمة (الثمودية والصفوية والسبئية)([2])، وكان أثرها مشرفا في حمل الرسالة المحمدية وتثبيت أركان الإسلام([3])، ووصفها ابن حزم الأندلسي بأنها من اكبر قواعد العرب([4]) لكثرة عددها واتساع أماكن تواجدها وشيوع أخبارها، فهي إذن قبائل وبطون ولهذا امتلأت منهم البلاد، على حد قول المؤرخ اليعقوبي([5]).
ومن تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)ظهرت رجالات كثر في الجاهلية والإسلام، فمنهم كانت العرب تأخذ أحكام الأسواق والمنتديات الأدبية([6])، كما كانت إجازة الحج في الجاهلية معقودة في تميم([7])، كما كان لتميم شعراؤها المعروفون أمثال: أوس بن حجر، وعبدة بن الطيب، وعلقمة القمل، وسلامة بن جندل، ومتمم بن نويرة، والفرزدق بن قيس، وجرير،وآخرون لا يتسع المقام لذكرهم ومن خطبائها: أكثم بن صيفي، وحاجب بن زرارة، والأقرع حابس، والأحنف بن قيس، ومن علمائها: أبي عمرو بن العلاء، والاخفش الأوسط، والسمعاني([8]) وغيرهم الكثير.
كان الموطن الأصلي لتميم هو ارض نجد ومنها انتشرت شرقا نحو البصرة، والكوفة، وعُمان، وقطر، والبحرين، وبعد انتشار الإسلام شرقا وغربا، سكنت تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)بلاد الهند، وفارس، وتركيا، وجورجيا، وروسيا، وبلاد الأفغان فضلاً عن انتشارها في بلاد المغرب العربي([9]).
أما في العراق فقد توزعت قبيلة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)وانتشرت من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه([10])، وفي محافظة ديالى استقر فخذ (الطرشان) منذ القرن الثامن عشر، بعد هجرة، بدأت من ارض قطر باتجاه البصرة ومنها إلى ارض الكوت وتحديداً في منطقتي (بدرة وحصان)، وارض(الشيمة) التي تركوها متجهين إلى ارض مندلي (مقاطعة النفط) ليستقروا فيها ردحاً من الزمن ثم توزعت منازلهم في المنطقة المحصورة بين قضائي المقدادية، وبلدروز حاليا ([11])، ولقبوا (بالطرشان) نسبة إلى جدهم (محمد الراشد الأطرش)([12]) الذي يتصل نسبه بأسرة آل ثاني التميمية في قطر ([13]).
2- ولادته وتربيته:
ولد الشيخ حميد الحسن عام 1854م ([14]) في قرية كرمة راشد ([15])، وتربى في كنف والده ضمن أسرة ريفية معروفة، احترفت الرعي (الإبل والأغنام) فضلاً عن اهتماها المتواضع في الزراعة، والدته السيدة (نشعة البكري) قريبة الشيخ مجيد البكري، من عشيرة العزة خالة الشيخ حبيب الخيزران شيخ عشيرة العزة العربية المعروفة وبسببها كانت رابطة (الخؤلة) واضحة بين العشيرتين ([16]).
كان الشيخ منذ صباه يحضر مجالس الكبار ويصغي بانتباه شديد لما يدور فيها، ويتمتع بالحكايات والقصص التي كانت تزين المجالس والدواوين، فكانت تهذب صفاته ( فالمجالس مدارس كما يصفونها) عرف عنه الحرص بقصد التعلم لذا انضم لمجالس الكتاتيب وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على أيدي (الملالي) حتى صقلت شخصيته وقوي عقله.
3- صفاته وسجاياه:
كان لنقاء الريف وصفاء أجوائه اثر واضح في تهذيب صفاته وسجاياه، فمنه استمد الأخلاق الحميدة، والنبل والشهامة وكرم اليد، واللسان ؛لهذا وصف بالصدق والنزاهة، وحب الخير للجميع، فضلاً عن الحلم والوداعة، وتحمل الشدائد والصعاب، كان حلو الحديث، صافي السريرة والقلب، إلا انه كان عنيدا إذا همّ في عمل شيء فعله، مهما كانت العقبات والنتائج([17]).
يروي الحاج عمران موسى المندلاوي رواية عن الشيخ حميد الحسن جاء فيها :نزل الشيخ حميد الحسن واحل ركابه في ربوع مندلي مع أغنامه، وجماله وعائلته قرب جبل حمرين بعد فشل ثورة العشرين، ثم جاء مندلي زائرا ،وأول ما نزل بدار يوسف أفندي الفدعم النزاري لأنه يمت إليه بالقربى، وفي اليوم الثاني زار موسى أفندي في ديوانه، وقد شاهدته وهو يتكلم بلهجته البدوية فلما سئل عما جاء به قال:((اني قاصد العشائر العربية المستوطنة في الحدود، وقد منعه والدي من البقاء في مندلي، إلا انه أصر على الذهاب))([18])، لقد كان شهما بدويا مغوارا وثائرا في سبيل الوطن([19]).
وكان مجاهدا من اجل الحق لا تأخذه فيه لومة لائم ويجد ضالته في رعي أغنامه وإبله متنقلا بين بلدروز ومندلي وقزانية، كان يتقن اللهجة البدوية الأصيلة بمهارة واضحة ويتحدث بها بلباقة تامة، وفي أثناء ترحاله كون صداقات متشعبة وعميقة مع الوجهاء ورؤساء العشائر التي كان يمر بها وبقي على ديدنه حتى أيامه الأخيرة([20]).
4- شيخوخته ووفاته:
حافظ الشيخ حميد الحسن على قوته العقلية، والبدنية على الرغم من ثقل المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتقه، غير أن لكبر السن والشيخوخة أحكامها، لذا قرر في منتصف الأربعينيات أن يستقر في داره لكي يكون قريبا من أبناء أسرته وعشيرته، حرصا منه على مشاركتهم الأفراح، والأتراح، وفي الوقت ذاته كان مضيفه عامراً مهيئا على الدوام لاستقبال ضيوفه من كبار موظفي الدولة، وشيوخ العشائر ،وعلماء الدين من مناطق العراق المختلفة، وكان يقضي معظم وقته بمداعبة أحفاده، يقص عليهم بعضا من القصص المسلية الممتعة المفيدة متذكراً وإياهم أيام طفولته وشبابه ([21]).
كما كان يتسلى بقراءة الكتب التاريخية، والتراثية ويضعها تحت وسادته عندما يداهمه سلطان النوم، وتمتع الشيخ في أيامه الأخيرة بذاكرة قوية مقرونة برجاحة العقل، تلك ولا شك نعمة من نعم الباري سبحانه وتعالى إذ بقي على تلك الحالة حتى أصيب بأزمة مرضية دخل على أثرها مستشفى دار السلام في بغداد وفارق الحياة في اليوم الرابع من نيسان عام 1956م، وجرى له تشييع مهيب يليق بمقامه الكريم، وبوفاته فقدت عشيرة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى واحداً من ابرز وجوهها الذي عرف بحسن التدبير، والتصرف.
ثانياً: الشيخ حميد الحسن مسؤولية الزعامة العشائرية وتوظيف دورها الوطني في العراق:
1- رئاسة العشيرة:
أولت الحكومة العثمانية اهتماما واضحا بالعشائر في ولاية العراق زمن الوالي مدحت باشا إذ تحسنت العلاقة بين القبائل العراقية والحكومة العثمانية، فعالج الوالي المسألة العشائرية عن طريق حيازة الأرض بعد أن لاحظ فشل الأساليب العسكرية البحتة، وأثمرت سياسته في استقرار العشائر في أماكن متعددة ثم أوجدت علاقات جيدة متوازنة في المجتمع الريفي([22])، فضلا عن حفظ الأمن وسهولة جباية الضرائب وغيرها، لهذا اظهر الولاة تقاربا واضحا من الزعامات العشائرية.
وكان السياق المتبع في الإدارة العثمانية أن الوالي يكتب لحكومة الباب العالي بشأن إصدار فرمان (إرادة سنية) بالاعتراف بالمشيخة لكي يمارس الشيخ المعني مسؤولياته بحصانة الدولة المركزية، بعد ذلك يكرم بالهدايا والهبات، وغالبا ما تكون تلك الهدايا عبارة عن أوسمة مثبت عليه رسم السلطان العثماني وبعض الشعارات الأخرى، أو أن تكون عبارة عن ساعة جيب من ذهب، أو سيفاً ثميناً أو غيرهما([23]).
كانت مشيخة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى معقودة منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر للشيخ (كرجي سليمان محمد الراشد)، الذي نال احترام الوالي العثماني وتقديره، وقد عمل على جمع كلمة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى، وتعزيز مكانتهم بين العشائر الأخرى...، كانت كلمته مسموعة وأوامره مطاعة لكن كبر سنه وابتلاءه بأمراض الشيخوخة أوعز لابنه السيد علي كرجي أن يتولى المهمة، وفي الوقت ذاته نضجت شخصية الشيخ حميد الحسن سليمان محمد الراشد الذي بدأت شعبيته تتعاظم ويحظى باحترام وتقدير الكثير من وجوده ورؤساء أفخاذ بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى، لما يتمتع به من صفات الزهد والتقوى والشجاعة وحب النسب، لهذا اخذ الكثير التردد عليه عارضين رغبتهم بتولي المشيخة لكنه كان زاهداً عنها لا تغره مظاهرها، ثم عبر عن احترامه واعتزازه بابن عمه الشيخ علي الكرجي وتلك ولا شك من صفات العرب الأصلاء([24]).
تعرض الشيخ حميد الحسن لضغوط كثيرة من اجل أن يتولى المشيخة لا سيما من رؤساء أفخاذ العشيرة لذا تحتم عليه أن يصارح الشيخ علي الكرخي قائلا له: إن مصلحة العشيرة هي فوق المصالح الذاتية، ولا يهمني من يكون الشيخ بالقدر الذي يشغل بالي من الذي يقدم خدمة إلى أبنائه، ووطنه ويحظى بتقديرهم ولم يقتنع الأخير بهذه العبارات، وبقيت زعامة العشيرة مشتركة بين الاثنين وهذا ما أشارت إليه الكثير من المراجع، ولكن الحقيقة أن نفوذ حميد الحسن كان أوسع واشمل من نفوذ علي الكرجي ([25]).
ومع كل ما حظي به الشيخ حميد الحسن من تميز إلا انه لم ينس الشيخ علي الكرجي لكونه اكبر منه سنا، لذا قرر ذات يوم أن يذهب إليه مع مجموعة من رجاله ليعلن له حبه واحترامه ولعل ما جاء في اهزوجته الشعبية (يا علي الكرجي زِمْنا وَردنيا لملفانا) ابلغ تعبير عن حسن نواياه وصدقها وقال له.: نحن وإياك (على بيعة العباءة)([26]) في إشارة واضحة الى قوة العلاقة بينهما.
هذا الموقف الذي أفصح فيه الشيخ حميد الحسن عن نزاهته، وإخلاصه، ونكران ذاته لعشيرته زاد من متانة علاقاته بأبناء عشائر بني تميم، الأمر الذي جعل الشيخ علي الكرجي يشعر بأنه أصبح محرجا، وداهمته أمراض الشيخوخة، ولهذا قرّر التنازل إلى الشيخ حميد الحسن وقال: أعاهدك على المشيخة وأنت أهل لها، وهكذا عقدت المشيخة لحميد الحسن منذ عام 1900، عند ذلك اعترف به رسميا الولاة الأتراك وعلى رأسهم الوالي العثماني علي إحسان باشا الذي اصدر فرمانا (إرادة سنية) بذلك، ثم أغدق عليه بعض الأوسمة، والشارات، فضلا عن ساعة جيب ذهبية([27]).
هكذا كان ترشيح الشيخ حميد الحسن لهذه المهمة بتوافق الآراء سواء على صعيد العشيرة، أو على صعيد تأييد الموقف الحكومي، وهذا الأمر بلا شك، أعطى للشيخ قوة اجتماعية، وسلطة كانت في وقتها محل تقدير الجميع ولهذا اخذ الشيخ يواصل جولاته في عموم العراق يقرب الصلات ويعمق نسيج الأخوة، فازدادت معارفه في عموم البلاد ولاسيما مع الزعامات العشائرية في الفرات الأوسط ومناطق العراق الغربية ([28]).
احتل الشيخ حميد الحسن موقعا متميزاً في نسيج العلاقات العشائرية وزادت حظوته عند الولاة الأتراك والموظفين الإداريين، ووصفت علاقته بأنها كانت جيدة مع السيد فائق بك قائمقام قضاء بعقوبة عام 1914([29])، إذ كان يستقبله في مقر عمله أحسن استقبال، وبلا شك أن فائق بك كان يعرف تماما تأثير الشيخ حميد الحسن ومكانته لدى أبناء عشيرته والعشائر الأخرى.
إن تميز الشيخ حميد الحسن آثار حسد الذين لا يسرهم ذلك التميز، وفي المقدمة منهم علي الكرجي الذي تراجع في موقفه ووقع اتفاقا مع درويش العوسج ومحمد الداوود، وخضير العباس في 16 تموز عام 1917 أعلنوا فيه طاعتهم وخضوعهم للحكومة البريطانية، وأنكروا رئاسة حميد الحسن وولاءهم له([30])، لكن مكانة الشيخ حميد الحسن الاجتماعية ظلت قائمة ولها تأييد وشعبية واسعيين.
اذا غضبــتـــــــ عليكــــ بنيُ تميـــــــــــــــــم
حسبتـــــ الناس كلهــــــــــــــــم غضابـــــــــــــــٌ
http://1.bp.blogspot.com/_-CjxU_n9q-s/THQ0rBx-QEI/AAAAAAAAAgc/EE8b8RBgUcY/s200/%D8%B4%D9%8A%D8%AE+%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF+%D8%A7 %D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%85%D9%8A.JPG
رد على البعض الذين سمحوا لانفسهم بتنسيب وتنصيب
اناس شيوخا على قبيلة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/).
قبيلة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)من قبائل العراق العريقة ولها تأريخها
اما عن أميرها ...
شيوخ بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)هم عشيرة الطرشان .. وهو الشيخ ((حميد يحيى الحسن)) رحمه الله وفي مجلس عزاء الشيخ المرحوم قامت باقي العشائر بمبايعة الشيخ بلاسم حميد يحيى الحسن اي ابن الشيخ المرحوم حميد ....
تعد العشائر وزعاماتها حلقة مهمة في النسيج الاجتماعي لبنية المجتمع العراقي، لذا تناولت دراسات عديدة هذا الموضوع، غير أنها تميزت بالنمطية الموحدة والمفردات المتشابهة إلى حد ما مثل: اصل العشيرة، ونزوحها ثم استقرارها، وابرز من تولى مشيختها، وفي الوقت ذاته ظهرت دراسات أخرى كرّست موضوعاتها عن الشخصيات العشائرية (الشيوخ والوجوه المعروفة)، طغت عليها صفة المبالغة وتحميل الأحداث أكثر مما تحتمل فضلا عن سوء تخريج الأمور والأحداث.
لقد أخذنا بنظر الاعتبار هذه الحقائق عندما عقدنا العزم على دراسة شخصية عشائرية لها باع طويل، ومشاركة فاعلة في بعض الأحداث التي شهدها العراق خلال النصف الأول من القرن العشرين وبالقدر الذي يتعلق بدائرة نشاطه الاجتماعي، ذلك هو الشيخ حميد الحسن السليمان المحمد الراشد رئيس عشيرة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في لواء (محافظة) ديالى.
إن دراسة هذه الشخصية حتّمت علينا استخدام منهج تاريخي يعتمد التفسير أحيانا والموازنة أحيانا أخرى ثم الشك في قبول قسم من النتائج، ومن هنا نستطيع القول وبتواضع إن خطوط هذه الدراسة قد ارتقت إلى المنهج العلمي في كتابة التاريخ بالاستناد على المصادر من مواردها الأساسية المهمة.
احتوت الدراسة على ثلاثة مباحث رئيسة الأول خصص لنشأته الأسرية وتكوينه الاجتماعي متضمنا ولادته وتربيته وصفاته وسجاياه ثم شيخوخته الكريمة ووفاته الموعودة بأجلها، أما المبحث الثاني فقد احتوى تفاصيل توليه مشيخة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى ثم علاقته مع الولاة العثمانيين، وأثره في أحداث العراق الوطنية حتى قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921، وكرّس المبحث الثالث لنشاطه نائبا في مجلس النواب العراقي في دورته الرابعة مع بيان بعض المقتطفات من مداخلاته وتعقيباته في أثناء اجتماعات المجلس الاعتيادية وغير الاعتيادية والله ولي التوفيق.
أولا: الشيخ حميد الحسن: نشأته الأسرية وتكوينه الاجتماعي:
1- النسب:
من المتفق عليه أن الشيخ حميد الحسن السليمان المحمد الراشد تعود جذور مشجرة النسبي إلى قبيلة بني تميم([1])، وهي قبيلة عربية كان لها أثر مهم في تأريخ العرب قبل الإسلام، فقد ذكرت في الكتابات العربية القديمة (الثمودية والصفوية والسبئية)([2])، وكان أثرها مشرفا في حمل الرسالة المحمدية وتثبيت أركان الإسلام([3])، ووصفها ابن حزم الأندلسي بأنها من اكبر قواعد العرب([4]) لكثرة عددها واتساع أماكن تواجدها وشيوع أخبارها، فهي إذن قبائل وبطون ولهذا امتلأت منهم البلاد، على حد قول المؤرخ اليعقوبي([5]).
ومن تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)ظهرت رجالات كثر في الجاهلية والإسلام، فمنهم كانت العرب تأخذ أحكام الأسواق والمنتديات الأدبية([6])، كما كانت إجازة الحج في الجاهلية معقودة في تميم([7])، كما كان لتميم شعراؤها المعروفون أمثال: أوس بن حجر، وعبدة بن الطيب، وعلقمة القمل، وسلامة بن جندل، ومتمم بن نويرة، والفرزدق بن قيس، وجرير،وآخرون لا يتسع المقام لذكرهم ومن خطبائها: أكثم بن صيفي، وحاجب بن زرارة، والأقرع حابس، والأحنف بن قيس، ومن علمائها: أبي عمرو بن العلاء، والاخفش الأوسط، والسمعاني([8]) وغيرهم الكثير.
كان الموطن الأصلي لتميم هو ارض نجد ومنها انتشرت شرقا نحو البصرة، والكوفة، وعُمان، وقطر، والبحرين، وبعد انتشار الإسلام شرقا وغربا، سكنت تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)بلاد الهند، وفارس، وتركيا، وجورجيا، وروسيا، وبلاد الأفغان فضلاً عن انتشارها في بلاد المغرب العربي([9]).
أما في العراق فقد توزعت قبيلة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)وانتشرت من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه([10])، وفي محافظة ديالى استقر فخذ (الطرشان) منذ القرن الثامن عشر، بعد هجرة، بدأت من ارض قطر باتجاه البصرة ومنها إلى ارض الكوت وتحديداً في منطقتي (بدرة وحصان)، وارض(الشيمة) التي تركوها متجهين إلى ارض مندلي (مقاطعة النفط) ليستقروا فيها ردحاً من الزمن ثم توزعت منازلهم في المنطقة المحصورة بين قضائي المقدادية، وبلدروز حاليا ([11])، ولقبوا (بالطرشان) نسبة إلى جدهم (محمد الراشد الأطرش)([12]) الذي يتصل نسبه بأسرة آل ثاني التميمية في قطر ([13]).
2- ولادته وتربيته:
ولد الشيخ حميد الحسن عام 1854م ([14]) في قرية كرمة راشد ([15])، وتربى في كنف والده ضمن أسرة ريفية معروفة، احترفت الرعي (الإبل والأغنام) فضلاً عن اهتماها المتواضع في الزراعة، والدته السيدة (نشعة البكري) قريبة الشيخ مجيد البكري، من عشيرة العزة خالة الشيخ حبيب الخيزران شيخ عشيرة العزة العربية المعروفة وبسببها كانت رابطة (الخؤلة) واضحة بين العشيرتين ([16]).
كان الشيخ منذ صباه يحضر مجالس الكبار ويصغي بانتباه شديد لما يدور فيها، ويتمتع بالحكايات والقصص التي كانت تزين المجالس والدواوين، فكانت تهذب صفاته ( فالمجالس مدارس كما يصفونها) عرف عنه الحرص بقصد التعلم لذا انضم لمجالس الكتاتيب وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على أيدي (الملالي) حتى صقلت شخصيته وقوي عقله.
3- صفاته وسجاياه:
كان لنقاء الريف وصفاء أجوائه اثر واضح في تهذيب صفاته وسجاياه، فمنه استمد الأخلاق الحميدة، والنبل والشهامة وكرم اليد، واللسان ؛لهذا وصف بالصدق والنزاهة، وحب الخير للجميع، فضلاً عن الحلم والوداعة، وتحمل الشدائد والصعاب، كان حلو الحديث، صافي السريرة والقلب، إلا انه كان عنيدا إذا همّ في عمل شيء فعله، مهما كانت العقبات والنتائج([17]).
يروي الحاج عمران موسى المندلاوي رواية عن الشيخ حميد الحسن جاء فيها :نزل الشيخ حميد الحسن واحل ركابه في ربوع مندلي مع أغنامه، وجماله وعائلته قرب جبل حمرين بعد فشل ثورة العشرين، ثم جاء مندلي زائرا ،وأول ما نزل بدار يوسف أفندي الفدعم النزاري لأنه يمت إليه بالقربى، وفي اليوم الثاني زار موسى أفندي في ديوانه، وقد شاهدته وهو يتكلم بلهجته البدوية فلما سئل عما جاء به قال:((اني قاصد العشائر العربية المستوطنة في الحدود، وقد منعه والدي من البقاء في مندلي، إلا انه أصر على الذهاب))([18])، لقد كان شهما بدويا مغوارا وثائرا في سبيل الوطن([19]).
وكان مجاهدا من اجل الحق لا تأخذه فيه لومة لائم ويجد ضالته في رعي أغنامه وإبله متنقلا بين بلدروز ومندلي وقزانية، كان يتقن اللهجة البدوية الأصيلة بمهارة واضحة ويتحدث بها بلباقة تامة، وفي أثناء ترحاله كون صداقات متشعبة وعميقة مع الوجهاء ورؤساء العشائر التي كان يمر بها وبقي على ديدنه حتى أيامه الأخيرة([20]).
4- شيخوخته ووفاته:
حافظ الشيخ حميد الحسن على قوته العقلية، والبدنية على الرغم من ثقل المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتقه، غير أن لكبر السن والشيخوخة أحكامها، لذا قرر في منتصف الأربعينيات أن يستقر في داره لكي يكون قريبا من أبناء أسرته وعشيرته، حرصا منه على مشاركتهم الأفراح، والأتراح، وفي الوقت ذاته كان مضيفه عامراً مهيئا على الدوام لاستقبال ضيوفه من كبار موظفي الدولة، وشيوخ العشائر ،وعلماء الدين من مناطق العراق المختلفة، وكان يقضي معظم وقته بمداعبة أحفاده، يقص عليهم بعضا من القصص المسلية الممتعة المفيدة متذكراً وإياهم أيام طفولته وشبابه ([21]).
كما كان يتسلى بقراءة الكتب التاريخية، والتراثية ويضعها تحت وسادته عندما يداهمه سلطان النوم، وتمتع الشيخ في أيامه الأخيرة بذاكرة قوية مقرونة برجاحة العقل، تلك ولا شك نعمة من نعم الباري سبحانه وتعالى إذ بقي على تلك الحالة حتى أصيب بأزمة مرضية دخل على أثرها مستشفى دار السلام في بغداد وفارق الحياة في اليوم الرابع من نيسان عام 1956م، وجرى له تشييع مهيب يليق بمقامه الكريم، وبوفاته فقدت عشيرة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى واحداً من ابرز وجوهها الذي عرف بحسن التدبير، والتصرف.
ثانياً: الشيخ حميد الحسن مسؤولية الزعامة العشائرية وتوظيف دورها الوطني في العراق:
1- رئاسة العشيرة:
أولت الحكومة العثمانية اهتماما واضحا بالعشائر في ولاية العراق زمن الوالي مدحت باشا إذ تحسنت العلاقة بين القبائل العراقية والحكومة العثمانية، فعالج الوالي المسألة العشائرية عن طريق حيازة الأرض بعد أن لاحظ فشل الأساليب العسكرية البحتة، وأثمرت سياسته في استقرار العشائر في أماكن متعددة ثم أوجدت علاقات جيدة متوازنة في المجتمع الريفي([22])، فضلا عن حفظ الأمن وسهولة جباية الضرائب وغيرها، لهذا اظهر الولاة تقاربا واضحا من الزعامات العشائرية.
وكان السياق المتبع في الإدارة العثمانية أن الوالي يكتب لحكومة الباب العالي بشأن إصدار فرمان (إرادة سنية) بالاعتراف بالمشيخة لكي يمارس الشيخ المعني مسؤولياته بحصانة الدولة المركزية، بعد ذلك يكرم بالهدايا والهبات، وغالبا ما تكون تلك الهدايا عبارة عن أوسمة مثبت عليه رسم السلطان العثماني وبعض الشعارات الأخرى، أو أن تكون عبارة عن ساعة جيب من ذهب، أو سيفاً ثميناً أو غيرهما([23]).
كانت مشيخة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى معقودة منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر للشيخ (كرجي سليمان محمد الراشد)، الذي نال احترام الوالي العثماني وتقديره، وقد عمل على جمع كلمة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى، وتعزيز مكانتهم بين العشائر الأخرى...، كانت كلمته مسموعة وأوامره مطاعة لكن كبر سنه وابتلاءه بأمراض الشيخوخة أوعز لابنه السيد علي كرجي أن يتولى المهمة، وفي الوقت ذاته نضجت شخصية الشيخ حميد الحسن سليمان محمد الراشد الذي بدأت شعبيته تتعاظم ويحظى باحترام وتقدير الكثير من وجوده ورؤساء أفخاذ بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى، لما يتمتع به من صفات الزهد والتقوى والشجاعة وحب النسب، لهذا اخذ الكثير التردد عليه عارضين رغبتهم بتولي المشيخة لكنه كان زاهداً عنها لا تغره مظاهرها، ثم عبر عن احترامه واعتزازه بابن عمه الشيخ علي الكرجي وتلك ولا شك من صفات العرب الأصلاء([24]).
تعرض الشيخ حميد الحسن لضغوط كثيرة من اجل أن يتولى المشيخة لا سيما من رؤساء أفخاذ العشيرة لذا تحتم عليه أن يصارح الشيخ علي الكرخي قائلا له: إن مصلحة العشيرة هي فوق المصالح الذاتية، ولا يهمني من يكون الشيخ بالقدر الذي يشغل بالي من الذي يقدم خدمة إلى أبنائه، ووطنه ويحظى بتقديرهم ولم يقتنع الأخير بهذه العبارات، وبقيت زعامة العشيرة مشتركة بين الاثنين وهذا ما أشارت إليه الكثير من المراجع، ولكن الحقيقة أن نفوذ حميد الحسن كان أوسع واشمل من نفوذ علي الكرجي ([25]).
ومع كل ما حظي به الشيخ حميد الحسن من تميز إلا انه لم ينس الشيخ علي الكرجي لكونه اكبر منه سنا، لذا قرر ذات يوم أن يذهب إليه مع مجموعة من رجاله ليعلن له حبه واحترامه ولعل ما جاء في اهزوجته الشعبية (يا علي الكرجي زِمْنا وَردنيا لملفانا) ابلغ تعبير عن حسن نواياه وصدقها وقال له.: نحن وإياك (على بيعة العباءة)([26]) في إشارة واضحة الى قوة العلاقة بينهما.
هذا الموقف الذي أفصح فيه الشيخ حميد الحسن عن نزاهته، وإخلاصه، ونكران ذاته لعشيرته زاد من متانة علاقاته بأبناء عشائر بني تميم، الأمر الذي جعل الشيخ علي الكرجي يشعر بأنه أصبح محرجا، وداهمته أمراض الشيخوخة، ولهذا قرّر التنازل إلى الشيخ حميد الحسن وقال: أعاهدك على المشيخة وأنت أهل لها، وهكذا عقدت المشيخة لحميد الحسن منذ عام 1900، عند ذلك اعترف به رسميا الولاة الأتراك وعلى رأسهم الوالي العثماني علي إحسان باشا الذي اصدر فرمانا (إرادة سنية) بذلك، ثم أغدق عليه بعض الأوسمة، والشارات، فضلا عن ساعة جيب ذهبية([27]).
هكذا كان ترشيح الشيخ حميد الحسن لهذه المهمة بتوافق الآراء سواء على صعيد العشيرة، أو على صعيد تأييد الموقف الحكومي، وهذا الأمر بلا شك، أعطى للشيخ قوة اجتماعية، وسلطة كانت في وقتها محل تقدير الجميع ولهذا اخذ الشيخ يواصل جولاته في عموم العراق يقرب الصلات ويعمق نسيج الأخوة، فازدادت معارفه في عموم البلاد ولاسيما مع الزعامات العشائرية في الفرات الأوسط ومناطق العراق الغربية ([28]).
احتل الشيخ حميد الحسن موقعا متميزاً في نسيج العلاقات العشائرية وزادت حظوته عند الولاة الأتراك والموظفين الإداريين، ووصفت علاقته بأنها كانت جيدة مع السيد فائق بك قائمقام قضاء بعقوبة عام 1914([29])، إذ كان يستقبله في مقر عمله أحسن استقبال، وبلا شك أن فائق بك كان يعرف تماما تأثير الشيخ حميد الحسن ومكانته لدى أبناء عشيرته والعشائر الأخرى.
إن تميز الشيخ حميد الحسن آثار حسد الذين لا يسرهم ذلك التميز، وفي المقدمة منهم علي الكرجي الذي تراجع في موقفه ووقع اتفاقا مع درويش العوسج ومحمد الداوود، وخضير العباس في 16 تموز عام 1917 أعلنوا فيه طاعتهم وخضوعهم للحكومة البريطانية، وأنكروا رئاسة حميد الحسن وولاءهم له([30])، لكن مكانة الشيخ حميد الحسن الاجتماعية ظلت قائمة ولها تأييد وشعبية واسعيين.