المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبيلة بني تميم من قبائل العراق العريقة ولها تأريخها


كاظم حسين التميمي
10 02 13, 12:07 PM
بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)


اذا غضبــتـــــــ عليكــــ بنيُ تميـــــــــــــــــم
حسبتـــــ الناس كلهــــــــــــــــم غضابـــــــــــــــٌ
http://1.bp.blogspot.com/_-CjxU_n9q-s/THQ0rBx-QEI/AAAAAAAAAgc/EE8b8RBgUcY/s200/%D8%B4%D9%8A%D8%AE+%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF+%D8%A7 %D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%85%D9%8A.JPG


رد على البعض الذين سمحوا لانفسهم بتنسيب وتنصيب
اناس شيوخا على قبيلة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/).


قبيلة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)من قبائل العراق العريقة ولها تأريخها
اما عن أميرها ...
شيوخ بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)هم عشيرة الطرشان .. وهو الشيخ ((حميد يحيى الحسن)) رحمه الله وفي مجلس عزاء الشيخ المرحوم قامت باقي العشائر بمبايعة الشيخ بلاسم حميد يحيى الحسن اي ابن الشيخ المرحوم حميد ....


تعد العشائر وزعاماتها حلقة مهمة في النسيج الاجتماعي لبنية المجتمع العراقي، لذا تناولت دراسات عديدة هذا الموضوع، غير أنها تميزت بالنمطية الموحدة والمفردات المتشابهة إلى حد ما مثل: اصل العشيرة، ونزوحها ثم استقرارها، وابرز من تولى مشيختها، وفي الوقت ذاته ظهرت دراسات أخرى كرّست موضوعاتها عن الشخصيات العشائرية (الشيوخ والوجوه المعروفة)، طغت عليها صفة المبالغة وتحميل الأحداث أكثر مما تحتمل فضلا عن سوء تخريج الأمور والأحداث.
لقد أخذنا بنظر الاعتبار هذه الحقائق عندما عقدنا العزم على دراسة شخصية عشائرية لها باع طويل، ومشاركة فاعلة في بعض الأحداث التي شهدها العراق خلال النصف الأول من القرن العشرين وبالقدر الذي يتعلق بدائرة نشاطه الاجتماعي، ذلك هو الشيخ حميد الحسن السليمان المحمد الراشد رئيس عشيرة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في لواء (محافظة) ديالى.
إن دراسة هذه الشخصية حتّمت علينا استخدام منهج تاريخي يعتمد التفسير أحيانا والموازنة أحيانا أخرى ثم الشك في قبول قسم من النتائج، ومن هنا نستطيع القول وبتواضع إن خطوط هذه الدراسة قد ارتقت إلى المنهج العلمي في كتابة التاريخ بالاستناد على المصادر من مواردها الأساسية المهمة.
احتوت الدراسة على ثلاثة مباحث رئيسة الأول خصص لنشأته الأسرية وتكوينه الاجتماعي متضمنا ولادته وتربيته وصفاته وسجاياه ثم شيخوخته الكريمة ووفاته الموعودة بأجلها، أما المبحث الثاني فقد احتوى تفاصيل توليه مشيخة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى ثم علاقته مع الولاة العثمانيين، وأثره في أحداث العراق الوطنية حتى قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921، وكرّس المبحث الثالث لنشاطه نائبا في مجلس النواب العراقي في دورته الرابعة مع بيان بعض المقتطفات من مداخلاته وتعقيباته في أثناء اجتماعات المجلس الاعتيادية وغير الاعتيادية والله ولي التوفيق.
أولا: الشيخ حميد الحسن: نشأته الأسرية وتكوينه الاجتماعي:
1- النسب:
من المتفق عليه أن الشيخ حميد الحسن السليمان المحمد الراشد تعود جذور مشجرة النسبي إلى قبيلة بني تميم([1])، وهي قبيلة عربية كان لها أثر مهم في تأريخ العرب قبل الإسلام، فقد ذكرت في الكتابات العربية القديمة (الثمودية والصفوية والسبئية)([2])، وكان أثرها مشرفا في حمل الرسالة المحمدية وتثبيت أركان الإسلام([3])، ووصفها ابن حزم الأندلسي بأنها من اكبر قواعد العرب([4]) لكثرة عددها واتساع أماكن تواجدها وشيوع أخبارها، فهي إذن قبائل وبطون ولهذا امتلأت منهم البلاد، على حد قول المؤرخ اليعقوبي([5]).
ومن تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)ظهرت رجالات كثر في الجاهلية والإسلام، فمنهم كانت العرب تأخذ أحكام الأسواق والمنتديات الأدبية([6])، كما كانت إجازة الحج في الجاهلية معقودة في تميم([7])، كما كان لتميم شعراؤها المعروفون أمثال: أوس بن حجر، وعبدة بن الطيب، وعلقمة القمل، وسلامة بن جندل، ومتمم بن نويرة، والفرزدق بن قيس، وجرير،وآخرون لا يتسع المقام لذكرهم ومن خطبائها: أكثم بن صيفي، وحاجب بن زرارة، والأقرع حابس، والأحنف بن قيس، ومن علمائها: أبي عمرو بن العلاء، والاخفش الأوسط، والسمعاني([8]) وغيرهم الكثير.
كان الموطن الأصلي لتميم هو ارض نجد ومنها انتشرت شرقا نحو البصرة، والكوفة، وعُمان، وقطر، والبحرين، وبعد انتشار الإسلام شرقا وغربا، سكنت تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)بلاد الهند، وفارس، وتركيا، وجورجيا، وروسيا، وبلاد الأفغان فضلاً عن انتشارها في بلاد المغرب العربي([9]).
أما في العراق فقد توزعت قبيلة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)وانتشرت من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه([10])، وفي محافظة ديالى استقر فخذ (الطرشان) منذ القرن الثامن عشر، بعد هجرة، بدأت من ارض قطر باتجاه البصرة ومنها إلى ارض الكوت وتحديداً في منطقتي (بدرة وحصان)، وارض(الشيمة) التي تركوها متجهين إلى ارض مندلي (مقاطعة النفط) ليستقروا فيها ردحاً من الزمن ثم توزعت منازلهم في المنطقة المحصورة بين قضائي المقدادية، وبلدروز حاليا ([11])، ولقبوا (بالطرشان) نسبة إلى جدهم (محمد الراشد الأطرش)([12]) الذي يتصل نسبه بأسرة آل ثاني التميمية في قطر ([13]).
2- ولادته وتربيته:
ولد الشيخ حميد الحسن عام 1854م ([14]) في قرية كرمة راشد ([15])، وتربى في كنف والده ضمن أسرة ريفية معروفة، احترفت الرعي (الإبل والأغنام) فضلاً عن اهتماها المتواضع في الزراعة، والدته السيدة (نشعة البكري) قريبة الشيخ مجيد البكري، من عشيرة العزة خالة الشيخ حبيب الخيزران شيخ عشيرة العزة العربية المعروفة وبسببها كانت رابطة (الخؤلة) واضحة بين العشيرتين ([16]).
كان الشيخ منذ صباه يحضر مجالس الكبار ويصغي بانتباه شديد لما يدور فيها، ويتمتع بالحكايات والقصص التي كانت تزين المجالس والدواوين، فكانت تهذب صفاته ( فالمجالس مدارس كما يصفونها) عرف عنه الحرص بقصد التعلم لذا انضم لمجالس الكتاتيب وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على أيدي (الملالي) حتى صقلت شخصيته وقوي عقله.
3- صفاته وسجاياه:
كان لنقاء الريف وصفاء أجوائه اثر واضح في تهذيب صفاته وسجاياه، فمنه استمد الأخلاق الحميدة، والنبل والشهامة وكرم اليد، واللسان ؛لهذا وصف بالصدق والنزاهة، وحب الخير للجميع، فضلاً عن الحلم والوداعة، وتحمل الشدائد والصعاب، كان حلو الحديث، صافي السريرة والقلب، إلا انه كان عنيدا إذا همّ في عمل شيء فعله، مهما كانت العقبات والنتائج([17]).
يروي الحاج عمران موسى المندلاوي رواية عن الشيخ حميد الحسن جاء فيها :نزل الشيخ حميد الحسن واحل ركابه في ربوع مندلي مع أغنامه، وجماله وعائلته قرب جبل حمرين بعد فشل ثورة العشرين، ثم جاء مندلي زائرا ،وأول ما نزل بدار يوسف أفندي الفدعم النزاري لأنه يمت إليه بالقربى، وفي اليوم الثاني زار موسى أفندي في ديوانه، وقد شاهدته وهو يتكلم بلهجته البدوية فلما سئل عما جاء به قال:((اني قاصد العشائر العربية المستوطنة في الحدود، وقد منعه والدي من البقاء في مندلي، إلا انه أصر على الذهاب))([18])، لقد كان شهما بدويا مغوارا وثائرا في سبيل الوطن([19]).
وكان مجاهدا من اجل الحق لا تأخذه فيه لومة لائم ويجد ضالته في رعي أغنامه وإبله متنقلا بين بلدروز ومندلي وقزانية، كان يتقن اللهجة البدوية الأصيلة بمهارة واضحة ويتحدث بها بلباقة تامة، وفي أثناء ترحاله كون صداقات متشعبة وعميقة مع الوجهاء ورؤساء العشائر التي كان يمر بها وبقي على ديدنه حتى أيامه الأخيرة([20]).
4- شيخوخته ووفاته:
حافظ الشيخ حميد الحسن على قوته العقلية، والبدنية على الرغم من ثقل المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتقه، غير أن لكبر السن والشيخوخة أحكامها، لذا قرر في منتصف الأربعينيات أن يستقر في داره لكي يكون قريبا من أبناء أسرته وعشيرته، حرصا منه على مشاركتهم الأفراح، والأتراح، وفي الوقت ذاته كان مضيفه عامراً مهيئا على الدوام لاستقبال ضيوفه من كبار موظفي الدولة، وشيوخ العشائر ،وعلماء الدين من مناطق العراق المختلفة، وكان يقضي معظم وقته بمداعبة أحفاده، يقص عليهم بعضا من القصص المسلية الممتعة المفيدة متذكراً وإياهم أيام طفولته وشبابه ([21]).
كما كان يتسلى بقراءة الكتب التاريخية، والتراثية ويضعها تحت وسادته عندما يداهمه سلطان النوم، وتمتع الشيخ في أيامه الأخيرة بذاكرة قوية مقرونة برجاحة العقل، تلك ولا شك نعمة من نعم الباري سبحانه وتعالى إذ بقي على تلك الحالة حتى أصيب بأزمة مرضية دخل على أثرها مستشفى دار السلام في بغداد وفارق الحياة في اليوم الرابع من نيسان عام 1956م، وجرى له تشييع مهيب يليق بمقامه الكريم، وبوفاته فقدت عشيرة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى واحداً من ابرز وجوهها الذي عرف بحسن التدبير، والتصرف.
ثانياً: الشيخ حميد الحسن مسؤولية الزعامة العشائرية وتوظيف دورها الوطني في العراق:
1- رئاسة العشيرة:
أولت الحكومة العثمانية اهتماما واضحا بالعشائر في ولاية العراق زمن الوالي مدحت باشا إذ تحسنت العلاقة بين القبائل العراقية والحكومة العثمانية، فعالج الوالي المسألة العشائرية عن طريق حيازة الأرض بعد أن لاحظ فشل الأساليب العسكرية البحتة، وأثمرت سياسته في استقرار العشائر في أماكن متعددة ثم أوجدت علاقات جيدة متوازنة في المجتمع الريفي([22])، فضلا عن حفظ الأمن وسهولة جباية الضرائب وغيرها، لهذا اظهر الولاة تقاربا واضحا من الزعامات العشائرية.
وكان السياق المتبع في الإدارة العثمانية أن الوالي يكتب لحكومة الباب العالي بشأن إصدار فرمان (إرادة سنية) بالاعتراف بالمشيخة لكي يمارس الشيخ المعني مسؤولياته بحصانة الدولة المركزية، بعد ذلك يكرم بالهدايا والهبات، وغالبا ما تكون تلك الهدايا عبارة عن أوسمة مثبت عليه رسم السلطان العثماني وبعض الشعارات الأخرى، أو أن تكون عبارة عن ساعة جيب من ذهب، أو سيفاً ثميناً أو غيرهما([23]).
كانت مشيخة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى معقودة منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر للشيخ (كرجي سليمان محمد الراشد)، الذي نال احترام الوالي العثماني وتقديره، وقد عمل على جمع كلمة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى، وتعزيز مكانتهم بين العشائر الأخرى...، كانت كلمته مسموعة وأوامره مطاعة لكن كبر سنه وابتلاءه بأمراض الشيخوخة أوعز لابنه السيد علي كرجي أن يتولى المهمة، وفي الوقت ذاته نضجت شخصية الشيخ حميد الحسن سليمان محمد الراشد الذي بدأت شعبيته تتعاظم ويحظى باحترام وتقدير الكثير من وجوده ورؤساء أفخاذ بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى، لما يتمتع به من صفات الزهد والتقوى والشجاعة وحب النسب، لهذا اخذ الكثير التردد عليه عارضين رغبتهم بتولي المشيخة لكنه كان زاهداً عنها لا تغره مظاهرها، ثم عبر عن احترامه واعتزازه بابن عمه الشيخ علي الكرجي وتلك ولا شك من صفات العرب الأصلاء([24]).
تعرض الشيخ حميد الحسن لضغوط كثيرة من اجل أن يتولى المشيخة لا سيما من رؤساء أفخاذ العشيرة لذا تحتم عليه أن يصارح الشيخ علي الكرخي قائلا له: إن مصلحة العشيرة هي فوق المصالح الذاتية، ولا يهمني من يكون الشيخ بالقدر الذي يشغل بالي من الذي يقدم خدمة إلى أبنائه، ووطنه ويحظى بتقديرهم ولم يقتنع الأخير بهذه العبارات، وبقيت زعامة العشيرة مشتركة بين الاثنين وهذا ما أشارت إليه الكثير من المراجع، ولكن الحقيقة أن نفوذ حميد الحسن كان أوسع واشمل من نفوذ علي الكرجي ([25]).
ومع كل ما حظي به الشيخ حميد الحسن من تميز إلا انه لم ينس الشيخ علي الكرجي لكونه اكبر منه سنا، لذا قرر ذات يوم أن يذهب إليه مع مجموعة من رجاله ليعلن له حبه واحترامه ولعل ما جاء في اهزوجته الشعبية (يا علي الكرجي زِمْنا وَردنيا لملفانا) ابلغ تعبير عن حسن نواياه وصدقها وقال له.: نحن وإياك (على بيعة العباءة)([26]) في إشارة واضحة الى قوة العلاقة بينهما.
هذا الموقف الذي أفصح فيه الشيخ حميد الحسن عن نزاهته، وإخلاصه، ونكران ذاته لعشيرته زاد من متانة علاقاته بأبناء عشائر بني تميم، الأمر الذي جعل الشيخ علي الكرجي يشعر بأنه أصبح محرجا، وداهمته أمراض الشيخوخة، ولهذا قرّر التنازل إلى الشيخ حميد الحسن وقال: أعاهدك على المشيخة وأنت أهل لها، وهكذا عقدت المشيخة لحميد الحسن منذ عام 1900، عند ذلك اعترف به رسميا الولاة الأتراك وعلى رأسهم الوالي العثماني علي إحسان باشا الذي اصدر فرمانا (إرادة سنية) بذلك، ثم أغدق عليه بعض الأوسمة، والشارات، فضلا عن ساعة جيب ذهبية([27]).
هكذا كان ترشيح الشيخ حميد الحسن لهذه المهمة بتوافق الآراء سواء على صعيد العشيرة، أو على صعيد تأييد الموقف الحكومي، وهذا الأمر بلا شك، أعطى للشيخ قوة اجتماعية، وسلطة كانت في وقتها محل تقدير الجميع ولهذا اخذ الشيخ يواصل جولاته في عموم العراق يقرب الصلات ويعمق نسيج الأخوة، فازدادت معارفه في عموم البلاد ولاسيما مع الزعامات العشائرية في الفرات الأوسط ومناطق العراق الغربية ([28]).
احتل الشيخ حميد الحسن موقعا متميزاً في نسيج العلاقات العشائرية وزادت حظوته عند الولاة الأتراك والموظفين الإداريين، ووصفت علاقته بأنها كانت جيدة مع السيد فائق بك قائمقام قضاء بعقوبة عام 1914([29])، إذ كان يستقبله في مقر عمله أحسن استقبال، وبلا شك أن فائق بك كان يعرف تماما تأثير الشيخ حميد الحسن ومكانته لدى أبناء عشيرته والعشائر الأخرى.
إن تميز الشيخ حميد الحسن آثار حسد الذين لا يسرهم ذلك التميز، وفي المقدمة منهم علي الكرجي الذي تراجع في موقفه ووقع اتفاقا مع درويش العوسج ومحمد الداوود، وخضير العباس في 16 تموز عام 1917 أعلنوا فيه طاعتهم وخضوعهم للحكومة البريطانية، وأنكروا رئاسة حميد الحسن وولاءهم له([30])، لكن مكانة الشيخ حميد الحسن الاجتماعية ظلت قائمة ولها تأييد وشعبية واسعيين.

كاظم حسين التميمي
10 02 13, 12:11 PM
2- علاقات الشيخ حميد الحسن الاجتماعية مع رؤساء العشائر العراقية:
منذ أن تولى حميد الحسن مشيخة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في أوائل القرن العشرين، فأنه كان حريصا على إدامة علاقاته الاجتماعية سواء مع رؤساء العشائر في ديالى أو خارجها وكان يعتقد أن إدامة الصلة والترابط بين العشائر ضرورة مطلوبة لا سيما وأن الأصول والجذور النسبية للعشائر متقاربة ومترابطة، فضلا عن ذلك فأن مثل هذا التقارب يزيد من تبادل الخبرات وتداولها بين رؤساء العشائر.
كانت علاقته وثيقة مع الشيخ حبيب الخيزران شيخ عشائر العزة، فقد كانت تربطهما صلة قرابة عن طريق والدته، وهي خالة الشيخ حبيب الخيزران([31]) إذ يقول: كنا نتبادل الآراء ونتجاذب أطراف الحديث عندما نواجه مشكلة ما، ثم ترافقنا سوية في الكثير من المناسبات التي كانت تتوجب وضع الحلول لمشاكل عشائرية مختلفة، وعلى هذه الوتيرة كانت للشيخ حميد الحسن صلات مع رؤساء عشائر ديالى الأخرى، أمثال الشيخ مخيبر المرهج شيخ عشيرة الكرخية، والشيخ هادي السلطان شيخ عشيرة الجورانية، والشيخ عبد الرزاق دعدوش الفرحان شيخ عشيرة الدلفية وكذلك مع الشيخ عبعوب بن محمد الجاسم شيخ عشيرة الداينية، كما كانت له صلات وثيقة مع رؤساء العشائر الكردية في خانقين وجلولاء والسعدية، وقد تكونت هذه العلاقات على اثر زياراته المتكررة لهم ومشاركته في حل المشكلات المستعصية ([32]).
أما بشأن علاقاته مع رؤساء عشائر عموم العراق فكانت هي الأخرى صلات وثيقة يديمها عن طريق زياراته الشخصية، أو إرسال المبعوثين، أو عن طريق الرسائل التي يحملها الأشخاص إلى رؤساء العشائر تلك، وبالمقابل فان رؤساء عشائر العراق ووجوههم المعروفة كانوا يديمون صلاتهم مع الشيخ حميد الحسن أيضاً ([33])، والشاهد في ذلك الرسالة التي تلقاها من الشيخ عبد الواحد الحاج سكر شيخ عشائر آل فتله في الفرات الأوسط (الديوانية- السماوة) ومؤداها ضرورة المشاركة في حرب الشعيبة عام 1915م.
فقام على الفور بعقد لقاء مع رؤساء أفخاذ عشيرته ووجوهها المعروفة وقرأ عليهم رسالة الشيخ عبد الواحد، وازداد الحماس في نفوسهم لأداء واجب الجهاد في سبيل الوطن والأرض والعرض فتهيأ أكثر من (120) رجلاً وأصبحوا على أهبة الاستعداد للذهاب والمشاركة في موقعة الشعيبة ([34]).
بعد ذلك أرسل موفداً عنه إلى شيخ عشائر آل فتلة يخبره الإجراء الذي يأمر بتنفيذه وهنا أشاد الشيخ عبد الواحد بالروح العربية الأصيلة وقال لموفده انقل إلى الشيخ حميد بأن هذا الموقف قد سجل باعتزاز له ولعشيرته العربية الأصيلة، وأرى أن هناك صعوبات جمة في نقل المجاهدين، لذا يمكن الاكتفاء بإرسال التبرعات المادية فقط، إلا أن بعض المصادر أوردت بان الوجبة الأولى والبالغة (80) رجلا([35]) قد وصلت فعلا إلى منطقة المشخاب بقصد المشاركة، إن هذا الموقف الوطني الذي سطّرته عشيرة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى ممثلة بفخذ الطرشان برئاسة الشيخ حميد الحسن جسّد صدق الروح الوطنية المسؤولة ([36]).
3- الشيخ حميد الحسن مجاهداً في ثورة العشرين الوطنية التحررية:
عشية اندلاع الثورة في بعقوبة، كانت في شهربان (المقدادية) حامية بريطانية صغيرة من الشبانة يبلغ عدد أفرادها الخمسين يسكنون في بناية تركية قديمة تسمى (القشلة) تقع في طرف البلدة الشمالي، أما الجهاز الاداري فيها فقد كان مؤلفا من ستة بريطانيين وعشرة هنود ومصري اسمه اسكندر أفندي([37]).
كان من الطبيعي أن تتأثر شهربان بأنباء الثورة وتحقق ذلك فعلا من خلال الهجوم على سراي الحكومة يوم 14 آب 1920، إذ هاجمت عشيرة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)برئاسة شيخها الغيور حميد الحسن تؤازرها عشائر أخرى ([38])، سراي الحاكم المحلي، مطالبة الكابتن رايتلي بأن يسلمهم القضاء بما فيه وهم بذلك امنين على أنفسهم من الأذى([39]) لكنه رفض الطلب واستمر محاصرا في بناية السراي ثلاثة أيام، بعدها اتسع نطاق الهجوم بمشاركة عشائر الجبور والكرخية واستمرت المعركة بضع ساعات وانتهت عند حلول الظلام باستيلاء الثوار على بناية القشلة وقيام إدارة محلية فيها، وقد قتل في المعركة خمسة بريطانيين أما السادس منهم (جون بينز) فقد أصيب بجروح وسقط مغمى عليه فظنوه ميتا فتركوه ولما أحسوا به بعد قليل يتحرك أخذوه أسيرا وأودعوه في بيت احد رؤساء البلدة الشيخ مجيد العزاوي([40])، الذي كانت تربطه صلة مصاهرة مع الشيخ حميد الحسن وليس ابن عمه كما أورد ذلك الدكتور الوردي([41]).
كان اسكندر أفندي والهنود العشرة موجودين في القشلة في أثناء المعركة غير أنهم لم يشتركوا في القتال، ولما انتهت المعركة استسلموا جميعا إلى الثوار فأودع المسلمون منهم وهم ثمانية في بيت الشيخ مجيد، بينما أودع الهنديان الآخران وكانا مسيحيين في بيت حسن أغا زنكنة([42])، ونتيجة للهجوم الظافر الذي قاده الشيخ حميد الحسن سقط سراي الحكومة في شهربان وقتل الحاكم السياسي رايكلي والكابتن برادفيلد قائد الشبانة وكذلك مدربهم (نيوتن) والكابتن بوكنان مهندس الري ([43]).
وعلى اثر عمل الثوار هذا أعلن الحاكم العام في بغداد بتاريخ 24 آب 1920 عن أسفه لضحايا حاميته ([44]).
واصل الثوار في شهربان عملياتهم البطولية فقرروا قطع سكة الحديد القادمة من إيران باتجاه بغداد، ومن ثم قطع الأمل في إيصال النجدة البريطانية من قوات الاحتياط المعسكرة في إيران ([45])، وفي أثناء ذلك واصل القطار القادم من كركوك إلى مقربة من البلدة فهاجموه وكان في القطار اثنان من علماء الدين هما الحاج حمدي الاعظمي، والشيخ نوري الشيرواني وحين فتشهما الثوار وجدوا معهما أوراقا مكتوبة باللغة الانكليزية فظنوهما جواسيس ووضعوهما في السجن، وقد تبين فيما بعد أنهما كانا موظفين في دائرة الأوقاف، وان الأوراق التي معهما ليست سوى كتب رسمية اعتيادية وقد تشفع لهما السيد موسى أفندي المندلاوي فأطلق سراحهما ([46])، أما زيتون Zetton زوجة مهندس الري فقد أشارت في معرض حديثها عن الشيخ حميد الحسن عندما كانت أسيرة ([47]) لمدة ستة وعشرين يوما في شهربان، الى سجاياه،وأخلاقه، ولم يطلق سراحها إلا عندما استعادت القوات البريطانية شهربان في 9 أيلول 1920، قائلة:((اودعت في بيت الشيخ مجيد المبني من الطين والمقسوم قسمين أحداهما مخصص للرجال والآخر للنساء))([48]).
وبينما كانت محتجزة في بيت الشيخ مجيد زارها الشيخ حميد الحسن وأبدى لها عطفا وأوصى الشيخ مجيد بحسن معاملته ورعايتها وتلبية طلباتها وهذا آتٍ من شهامته العربية الأصيلة المعروفة بكرم الضيف وإيواء الأسير وقاصد السبيل، إلا أن زتون ادعت أن الشيخ مجيد العزاوي لم يحسن التصرف معها، وهنا تدخل الشيخ حميد الحسن مرة ثانية وطلب نقلها من بيت الشيخ مجيد إلى مدرسة ابتدائية قريبة كانت الدراسة فيها معطلة، كما أمر بنقل كل من جون بينز واسكندر أفندي والهنديين المسيحيين معهما، لقد فعل ذلك من اجل الترفيه عنها وقد شعرت هي فعلا بشيء من الراحة النفسية في مسكنها الجديد ونالت فيه المزيد من الراحة بسبب الشيخ حميد الحسن الذي قال لها أن عنايته بها ليس من اجل الحكومة البريطانية فهو لا يحب الحكومة البريطانية بل يبغضها، ولكن من اجل تطبيق صفات العرب بإكرامهم النساء والضعفاء، ولهذا أظهرت المودة والاحترام في نفسها للشيخ حميد الحسن لما لاقته من حسن المعاملة وكرم الضيف ([49])، وهذه بلا شك شهادة الأعداء قبل الأصدقاء سجلت بحق وتميز للشيخ حميد الحسن ([50]).
تجلى الأثر الوطني للشيخ حميد الحسن في ملحمة العشرين بأنه استثار الهمم وألهب الحماس لدى أبناء العشائر في شهربان وبلدروز ومندلي والمؤلفة من عشائر الداينية، وشمّر، والجورانية، وعتبة ،والدهلكية الذين شاغلوا البريطانيين وزعزعوا حكوماتهم في تلك المناطق، ويذكر الحاج عمران موسى المندلاوي أن الشيخ حميد الحسن رئيس بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى قد (دوّخ البريطانيين) أي شاغلهم وافقدهم راحة الأمان والاطمئنان، وكان دائما ضدهم ولهم بالمرصاد في كل وقت وحين، وهو الذي احتل مدنية شهربان وقراها وكذلك بلدروز وحتى قزلرباط (السعدية)([51]).
ولأهمية دور الشيخ حميد الحسن بقى البريطانيون يطاردونه بعد انتهاء فعاليات الثورة في ديالى وعموم العراق، وعندما نفوا بعض السياسيين وقادة ثورة العشرين إلى جزيرة هنجام كان الشيخ حميد الحسن قد شعر بخطورة ذلك فالتجأ إلى رؤساء عشائر العرب المتواجدين في منطقة سومار الإيرانية([52])، التي بقي فيها ستة اشهر وعاد بعدها إلى داره بعد انجلاء الموقف.
ثالثاً: الشيخ حميد الحسن نائباً في البرلمان العراقي:
جرت الترشيحات في لواء ديالى لانتخابات المجلس النيابي بدورته الرابعة في عام 1935م وقرر الشيخ حميد الحسن شيخ عشائر بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى أن يرشح عن المنطقة الانتخابية في قضاء شهربان (المقدادية) ونتيجة لسمعته الطيبة ومواقفه الوطنية الأصيلة فقد نال أغلبية الأصوات، فرشح للمجلس النيابي وأصبح عضوا فيه، وهي بلاشك مسؤولية، وأمانة كبرى كونه يمثل أصوات أكثر من (20000) مواطن عراقي بموجب ما جاء في لائحة التعليمات بشأن تمثيل عضو المجلس النيابي للرقعة الجغرافية المخصصة لغرض ترشيحه.
لقد اخذ الشيخ حميد الحسن على عاتقه مهمة تمثيل مواطنيه أحسن تمثيل وكان صوتهم الدافق في المجلس يطرح ما يدور في أذهانهم ويقدم المفيد والنافع، وتكلم بضمير (نحن) وليس بضمير (أنا)، ومن خلال متابعة المناقشات التي جرت في المجلس النيابي العراقي لدورته (الرابعة)، المثبتة تفاصيلها في المحاضر المحفوظة في دار الكتب والوثائق في بغداد. قد سجلنا بعض الملاحظات على طروحات الشيخ الحسن نوردها بالآتي:
أولاً: على الرغم من عدم حصول الشيخ حميد الحسن على شهادة دراسية أكاديمية مقارنة ببعض أعضاء المجلس النيابي، إلا أن طروحاته ومناقشاته كانت تتصف بالنضج والحيوية، ولم يقف تحصيله الدراسي عائقا أمام في طرح الأفكار وإيصال ما يمكن إيصاله من ملاحظات ووجهات نظر.
ثانياً: كان الشيخ حميد الحسن يطرح مداخلاته بلغة سليمة ويحرص على تقديم المفردة الواضحة، مع استخدام بعض المصطلحات (العامية) والهدف من ذلك تقريب الفكرة أولا وللتعبير عما يتبادر في ذهنه من غايات ثانية.
ثالثاً: اتصفت مداخلات الشيخ حميد الحسن بأنها قصيرة موجزة، بعيدة عن التفاصيل غير الضرورية، إلا في الحالات التي تستوجب الإطالة والتوضيح وفي بعض الأحيان تكون هذه المداخلات تتوافق فكرة مطروحة على بساط المناقشة بين أعضاء المجلس النيابي أو تتناقض معها.
رابعاً: كان الشيخ حميد الحسن شديد الحرص في مداخلاته في أثناء جلسات المجلس واجتماعاته الاعتيادية وغير الاعتيادية على تعزيز المناقشات التي تهم حياة المواطن اليومية ولاسيما في إطار مناطق القرى والأرياف منطلقا في ذلك من واقع بيئته الاجتماعية القروية ويرى في ذلك أمرا لابد من طرحه للمناقشة والمداولة لان مثل هذه المناطق بحاجة لرعاية الدولة واهتمامها، لاسيما المجالات الخدمية كالصحة والتعليم وغيرها.
خامساً: كان الشيخ حميد الحسن يصغي بجد لمناقشات النواب، ويطلب الإذن بالكلام من السيد رئيس الجلسة معقبا على قول احد النواب ذاكراً اسمه والمنطقة الانتخابية الممثل عنها وهذه بلا شك صورة من صور الدقة في المتابعة.
سادساً: لقد سجل الشيخ حميد الحسن حضوراً متواصلا في جلسات المجلس كلها سواء كانت اعتيادية أو استثنائية، على العكس من بعض النواب الذين تغيبوا عن حضور الكثير من الجلسات بعذر أو بدونه، وهذه علامة ايجابية ومطلوبة تسجل لمن يتبوأ مهمة التمثيل النيابي.
أمثلة من طروحات الشيخ حميد الحسن في مجلس النواب العراقي في الدورة الرابعة (1935-1936-1937)م:
حرصنا على ضرورة تتبع نشاطات الشيخ حميد الحسن من خلال ما وثق من معلومات في سجلات (محاضر مجلس النواب العراقي) في دورته الرابعة بموجب الاجتماعات الاعتيادية وغير الاعتيادية التي حققها المجلس ([53])، ولغرض إتمام الفائدة نورد بعضا من مداخلات الشيخ الحسن في المجلس:
طرح موضوع مناقشة لائحة قانون الأوقاف المؤقتة لشهر كانون الثاني عام 1936 في الاجتماع الاعتيادي للمجلس في عام 1935 فقال السيد حميد الحسن: ((انا لا أود أن ادخل في هذا الموضوع دون أن اسأل، ما الضرر الذي يأتي عن قلة المهور إنها تسدي المنفعة للفقراء على الأغلب وان مبلغ العشرين دينار لا يساوي قيمة البدلة إلى بنت الغني الميسور في القياسات المعروفة، وهذا التحديد لا يمنع الغني فيما لو أراد أن يصرف على نفسه (1000 دينار) وهذا التحديد قد ينفع الفقراء والمعوزين ولا يضر بالأغنياء بل ينفع الفقراء كثيرا))([54])، يتضح من هذا الكلام ينسجم مع مبدأ التكافل الاجتماعي الذي عبر عنه الشيخ حميد الحسن بصفته نائبا عن لواء ديالى وفيه دعوة صريحة لنبذ المهور العالية وتشجيع الزواج.
وعندما طرح موضوع تعديل لائحة الميزانية العامة وزيادة نسبة الضرائب فقد علق الشيخ الحسن حول زيادة نسبة الغرامات على الأسلحة بالقول ((وددت أن أتكلم بكلمتين عن السلاح، وبالنظر لما تكلم به الإخوان فانا مخالف لآرائهم وأود زيادة الضريبة على السلاح، وأود أن يؤخذ منهم المبلغ، لان البعض اخذ يسيء استخدامه لذا حصلت الكثير من الحوادث المؤسفة (القتل بسبب جهالة الاستخدام)([55])، وهنا تظهر خبرة الشيخ وطريقة تعامله مع السلاح لذا فان ما طرحه يعبر عن وجهة نظره في الحرص على سلامة الأشخاص وحسن استخدام السلاح....، وبعد ذلك واصل الحديث قائلا: ((وددت أن أبين عن الأسلحة وضررها إلى المجلس، فلو قرأتم كشوفات مديريات الشرطة لعرفتم ضرر السلاح، ثم لو تعلمون الطرق التي تأتي بها إلى العراق بصورة غير قانونية ويقصد هنا الشيخ عمليات التهريب من الدول المجاورة))([56]).
وعندما عرض موضوع الخدمات الصحية ومدى أهميتها للمواطنين عقب الشيخ حميد الحسن قائلا: ((إن معظم الإخوان –يقصد النواب الذين استأذنوا بالحديث قبله- تكلموا عن الصحة ولم يتطرقوا إلى طبيعة الأمراض التي تتولد بسبب المستنقعات وان الذين تحدثوا بشأن موضوع الصحة فهو صحيح ولكن لم يشيروا إلى معاناة قضاء مندلي وما تكثر فيه من أمراض بسبب مجاورته لهذه المستنقعات لذا أرجو الاهتمام بردم تلك المستنقعات لتخلص الناس من تلك الأضرار التي لحقت بهم))([57])، وهذا يؤكد حرصه كنائب مسؤول يشعر بمسؤوليته ويطرح مشاكل بلدته أمام أنظار السادة المسؤولين تلك وبلا شك هي مهمة النائب الحقة.
لقد أكثر الشيخ الحديث عن مشاكل منطقته التي رشح عنها، فقد تحدث مثلا عن مشكلة أساسية تهم مزارعي ديالى وهي قضية المياه وأهميتها فيما يخص المزارعين وسكان القضاء بعد تدني منسوب المياه ((اطرح أمام معال وزير الاقتصاد والمواصلات هذه المشكلة واقترح تشييد خزان إضافي لذلك، وهو الحل الأمثل لتلافي نقص المياه في الخزان الرئيسي))([58])، وقد نال هذا الطرح الاستحسان والاهتمام ووعد معالي الوزير بدراسته دراسة مستفيضة.
وخلال مشاركته في مناقشات الجلسة الرابعة والعشرين قال معلقاً ((على ما طرحه النائب علي محمود (نائب بغداد) الذي رأى أن خزينة الدولة تتضرر عندما تخفض نسبة الضرائب المفروضة على الفلاحين بمبلغ مقداره ثلاثون ألف دينار قال الشيخ معقبا: أقول فليسمح لي أن هذا المبلغ ليس بضرر بل هو نفع للدولة لان الفلاح حالته المادية سيئة، واذا انتفع الفلاح يمكن حينئذ أن يستمر في زيادة الإنتاج كماً ونوعاً ومن ثم فان الزراعة تتطور ويتحسن مستوى الإنتاج العام، أليس كذلك))([59])، ويبدو أن هذا الطرح كان ايجابيا لأنه أعطى تصوراً صحيحاً للفلاح تجاه أجهزة الدولة الإدارية، وفيما يتعلق بموضوع التسليف الزراعي قال :((تكلم الإخوان كثيرا عن موضوع التسليف الزراعي وهنا اسمحوا لي أن أتكلم فقط عن أبناء العشائر اللذين أتيحت لهم فرص التسليف الزراعي وليس كلامي موجه إلى أصحاب السلف من المدن، فقد سبقني في الحديث الزميل (سليمان فتاح) نائب كركوك وطلب أسماء الأشخاص الذين اخذوا هذه السلف، ولو أن الأخ العزيز لاحظ أحوال العشائر لما ألح على الحكومة كل هذا الإلحاح، ولو رأى ما قاساه الفلاحون والمزارعون في السنة الماضية (عام 1934) والأعوام السابقة لما قابلهم بمثل هذه الكلمات))([60]).
أما بشأن الحديث عن موضوع التعديل الثالث لقانون التقاعد المدني، فقد تحدث الشيخ حميد الحسن قائلا: ((إن ما ذكره الإخوان وبيّنه فخامة وزير الأشغال بشأن استحقاق الموظف للحقوق التقاعدية بعد مضي مدة قصيرة على تعينه...، أنا مع فكرة استحقاقه لكونه ارتضى لنفسه خدمة الدولة والحكومة واترك الأمر وتفصيلاته إلى معالي الوزير وأصحاب الشأن في ذلك))([61]).
وفي عودة أخرى لمناقشة الواقع الصحي والعلاجي كانت للشيخ مداخلة نورد بعضا مما جاء فيها ((انا لست طبيبا حتى أخوض في موضوع الصحة ولكن سمعت السيد مقرر الجلسة يطلب جلب النفط الأسود لتوزيعه على المستنقعات، فأسأل عجبا أهذا النفط هل هو للعاصمة فقط أم للبلاد عامة؟ فإذا كان كذلك، فان فيها الكثير من الاهوار والمستنقعات لذلك فان هذا الأمر غير ممكن، واذا كان للعاصمة فقط فهذا لا يجدي نفعا، إذ ينتفع منه بعض ويحرم منه القسم الآخر، وقد سمعت كلمة الأخ سلمان الشيخ داود إذ قال: ((يجب على الحكومة أن تأتي بأطباء أخصائيين وتوزعهم على الألوية والاقضية حتى يستفيد منهم أهل الريف وتوظيف خبرتهم، وهذا صحيح وقد تكلم على الأطباء الموجودين في دائرة الصحة ولا ادري فيما اذا كان له غرض مع أولئك الموظفين فهذا أراه غير صحيح))([62]).
وعندما طرح قانون ذيل المرافعات الشرعية على بساط المناقشة استأذن الشيخ حميد الحسن الكلام وعلق قائلا: ((أما مسألة سن الرشد فهذه ضرورية، لذا كان قانون الأيتام قد حدد سن الرشد (21 عام)، ولكن إدارة أموال القاصرين لم تبيّن رأيا في هذا الموضوع وهي الدائرة المعنية بذلك، ومن هنا بدأت المحاكم الشرعية تقدم الاجتهادات المختلفة فاعتبرت البلوغ الحقيقي لسن الرشد هو ثبوت الرشد بالتصرف العقلاني المتوازن)). ثم قال الشيخ حميد الحسن ((ارى بأن مسألة وضع الضوابط والمحددات الشرعية مسألة ضرورية ومهمة حتى لا يكون التصرف الشخصي هو الفعل والحكم غير ايجابي))([63]).
هكذا كانت مداخلات الشيخ حميد الحسن ومناقشاته كما وردت في محاضر مجلس النواب العراقي أبان مدة العهد الملكي، وقد شكل تميزاً واضحاً في من مثل لواء ديالى آنذاك.
الخاتمة
اذا كانت الحقيقة هي هدف المؤرخ وهو يتأمل بعقل علمي الوثائق والمدونات والروايات فأنها تبدو واضحة في سطور بحثنا هذا... وهذا ليس محض ادعاء يراد به تسويغ ما دبج في الصفحات السابقة.
إن القارئ المنصف الحصيف سيكشف عن طريق القراءة أنموذجاً قياديا كان المجتمع العراقي بأمس الحاجة إليه في وقت كانت القيادة فيه موزعة بين العشائر والأحزاب النخبوية..
لقد ظهر الشيخ حميد الحسن في وسط اجتماعي تحكّمت فيه ظروف ما بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة وكان مسبوقا بزعامات عشائرية كان همها إشباع الذات، وقد انتقل هذا الهم مغلفا بهموم ذاتية أخرى إلى الزعامات العشائرية التي عايشت الحقبة الزمنية التي عاشها الشيح حميد الحسن، أما هو فقد كان همه الأول إرضاء الذات بما أمر الله سبحانه وتعالى ولهذا عاش فقيرا ومات كذلك... كان علما واضح القسمات في مجتمعه الفقير عجلت في ظهوره عوامل عدة لعل من أهمها: صدق انتمائه لتربة الوطن، فقد وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ولهذا قال البريطانيون عنه (حميد ضدنا)، ثم عمق النسب، وأصالة الرأي فضلا عن الشهامة والخلق الكريم.
لقد كان واثقا من نفسه، صادقا في إحساساته وضع الحق نصب عينه، لا تأخذه فيه لومة لائم، كان حريصا على التعلم من الصغير والكبير ويرى أن الحياة مدرسة دروسها قاسية ومعقدة لمن يريد أن يتعلم منها، رتيبة وثقيلة لمن لا يفهمها أو يتجاهل عِبَرَها فيصبح نسيا منسياً..
لقد صدق في توجهاته فكان مثالا للزعامة العشائرية ولم يزل الحديث عنها يحمل ضراوة وفخراً والله الموفق.

كاظم حسين التميمي
10 02 13, 12:12 PM
تفصيل هوامش البحث ومصادره
([1]) عمران موسى المندلاوي، عشائر مندلي، بغداد، 1971، ص53.
([2]) غالب فاضل المطلبي، لهجة تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)وآثرها في العربية الموحدة، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، 1978، ص9.

([3]) عباس العزاوي المحامي، عشائر العراق، ج4، بغداد، د.ت، ص218.

([4]) ابن حزم، جمهرة انساب العرب، القاهرة، دار المعارف، 1962، ص207.

([5]) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج1، دار صادر، بيروت، 1960، ص229.

([6]) ينظر في ذلك: نقائض جرير والفرزدق، تحقيق أنطوني شيلي بيغان، ج1، طبعة لندن، ص450؛ وكذلك ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج3، مطبعة الثقافة، مصر، 1935، ص255.

([7]) المطلبي، المصدر السابق، ص ص15-16.

([8]) المرجع نفسه والصفحة ذاتها.

([9]) الشيخ يونس السامرائي، القبائل العراقية، ج1، بغداد، 1989، ص93.

([10]) عباس العزاوي، المصدر السابق، ص218.

([11]) نقلا عن الشيخ حميد يحيى الحسن، مقابلة معه بتاريخ 25/نيسان/1999.

([12]) السامرائي، المصدر السابق، ص97.

([13]) ظهر آل ثاني في قطر أوائل القرن الثامن الميلادي ودعوا بذلك نسبة إلى جدهم (ثاني بن محمد بن ثامر بن علي) من قبيلة بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)من اشهر قبائل نصر بن نزار، هذا وكل من نُسِب إلى تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)بن مروان بن أسد واتصل إلى نصر يجتمع مع النبي (r) في نزار بن سعد بن عدنان، ففي أواخر القرن السابع عشر هاجر أجداد آل ثاني وأبناء عمهم من المعاضيد وآل بوكواره منازلهم من بلدة اشيقر في الوشم ونزلوا واحة جبرين الواقعة في الجنوب الشرقي من شبه جزيرة قطر وعلى بعد 200 ميل، ثم ما لبثوا أن غادروها وحلوا في أشكك أو اسكك في جنوب قطر، ثم انتقلوا منها إلى منطقة (الرويس) والزبارة الواقعتين في شمال قطر الآن، ومنذ ذلك الحين استقرت العائلة في قطر باستثناء مدة قصيرة من الزمن في أوائل القرن التاسع عشر، عندما اشتركت الآسرة بحرب قبلية اضطرتها للنزوح مؤقتا إلى منطقة (مشرك) على الساحل الإيراني، ولد ثاني جد العائلة في الزبارة وكان له دورٌ مشهودٌ في مقاومة البحارنة زمن حاكمهم الشيخ احمد بن محمد بن خليفة وأبلى ثاني بن محمد وعائلته البلاء الحسن في طرد الغزاة ودحرهم عام 1760، ينظر تفاصيل ذلك في مصطفى مراد الدباغ، قطر ماضيها وحاضرها، ج11، دار الطليعة، بيروت، 1961، ص176.

([14]) معلومات مثبتة في أوراق الشيخ الرسمية، محفوظة في دار الشيخ حميد يحيى الحسن في قضاء بلدروز.

([15]) قرية كّرمة راشد، وهي قرية تقع في منتصف الطريق الموصل بين قضاء المقدادية وبلدروز على نهر الروز، الذي يأخذ الماء من نهر ديالى من منطقة الصدور.

([16]) أكد لنا هذه المصاهرة الشيخ حميد الحسن، مقابلة معه بتاريخ 25/نيسان/1999.

([17]) ينظر: الحاج عمران موسى المندلاوي، مندلي عبر العصور، بغداد، 1985، ص346.

([18]) المصدر نفسه، والصفحة ذاتها.

([19]) المصدر نفسه، والصفحة ذاتها.

([20]) المصدر نفسه، والصفحة ذاتها.

([21]) مقابلة مع الأستاذ عبد الحسين علوان حميد من أحفاد الشيخ حميد الحسن 27/آب/1999.

([22]) عن علاقة الوالي مدحت باشا بالقبائل العراقية يراجع ذلك تفصيلا في محمد عصفور سلمان، العراق في عهد مدحت باشا 1896-1872، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1989، ص153.

([23]) محمد حسين الزبيدي، السياسيون العراقيون المنفيون إلى جزيرة هنجام 1922، وزارة الثقافة والإعلام، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1985، ص139.

([24]) معلومات خص بها الباحث احد أحفاد الشيخ حميد (السيد بلاسم حميد يحيى الحسن) مقابلة معه بتاريخ 7/أيلول/1999،والسيد بلاسم الآن من شيوخ تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في العراق المبرّزين.

([25]) التقرير السري لدائرة الاستخبارات البريطانية عن العشائر والسياسة بين الأحوال الاجتماعية والسياسية للعشائر العراقية وعلاقتها بالإدارة البريطانية نقله إلى العربية عبد الجليل الطاهر، بغداد، 1958، ص185.

([26]) مقابلة مع السيد بلاسم من أحفاد الشيخ حميد الحسن الذي قال: إن هذه الأهزوجة متناقلة إلى اليوم بين عشائر بني تميم (http://www.roo7iraq.com/vb/t269510/)في ديالى.

([27]) تجدر الإشارة إلى أن الساعة احتفظ بها الشيخ إلى وقت متأخر من حياته، حدثنا بذلك الشيخ يحيى حميد الحسن، مقابلة معه بتاريخ 25/نيسان/1999.

([28]) تأكدت هذه الحقيقة من خلال مراجعات الشيوخ والوجوه وبعض علماء الدين إلى بيت الشيخ حميد الحسن ولا زالت هذه الصلات مستمرة حتى اليوم.

([29]) احمد الرجيبي، تاريخ بلدية بعقوبة، القسم الأول، بغداد، 1972، ص34.

([30]) عمران المندلاوي، عشائر مندلي، ص57.

([31]) مقابلة مع الشيخ يحيى حميد الحسن، بتاريخ 25/نيسان/1999.

([32]) الزبيدي، المصدر السابق، والصفحة ذاتها.

([33]) مقابلة مع الشيخ يحيى حميد الحسن، بتاريخ 25 نيسان 1999.

([34]) الدكتور صباح مهدي رميض، الزعامة العشائرية في ديالى ودورها الوطني في أحداث العراق المعاصر 1914-1958 بحث القي ضمن الحلقة النقاشية الموسومة بـ(التواصل الحضاري في ديالى عبر التاريخ، بمناسبة اليوم السنوي السادس عشر لمحافظة ديالى في 11/أيلول/1999.

([35]) التقرير السري لدائرة الاستخبارات البريطانية، المصدر السابق، ص185.

([36]) صباح مهدي رميض، المصدر سبق ذكره.

([37]) علي الوردي، لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث، الجزء الخامس الخاص بثورة العشرين، بغداد، 1978، ص39.

([38]) صباح مهدي رميض، ديالى في ثورة العشرين، بحث منشور في مجلة ديالى، كلية التربية، جامعة ديالى، العدد الرابع، 1998، ص12.

([39]) فريق مزهر الفرعون، الحقائق الناصعة في الثورة العراقية 1920 ونتائجها، ط1، بغداد، 1952، ص325.

([40]) الشيخ مجيد بن سلمان بن مصطفى العزاوي من فخذ البو بكر من وجوه شهربان ومن أقدم العائلات فيها، ولم يكن ابن عم الشيخ حميد الحسن كما ذكرت المس زتون بوكنان ولكن الشيخ حميد كان كثير التردد على الشيخ مجيد وتربطه معه روابط مصاهرة ونسب إذ كانت أم الشيخ حميد من أقرباء الشيخ مجيد بكرية الأصل، توفي الشيخ مجيد عام 1925. ينظر: سلمان كامل الجبوري، مذكرات زتون بوكنان الاسيرة الانكليزية في ثورة العشرين، مجلة آفاق عربية، العدد 7، آذار 1984، القسم الأول، ص47.

([41]) علي الوردي، المصدر السابق، ص39.

([42]) حسن أغا زنكنة يوزباشي، وهو من رؤساء عشائر الأكراد سكن شهربان لمدة تزيد على الأربعين عاما وكان له من العمر عند قيام الثورة 75 عاماً سلمته الحكومة العثمانية سلطة تعقيب وتهذيب المستهترين في المنطقة وكان شخصية شجاعة مهابة، مجلة آفاق عربية مصدر سبق ذكره، ص47.

([43]) المس بيل، فصول من تاريخ العراق القريب (1914-1920)، ترجمة جعفر الخياط، بغداد، 1971، ص54.

([44]) جريدة العراق، العدد24 آب 1920.

([45]) علي الوردي، المصدر السابق، ص40.

([46]) المصدر نفسه والصفحة ذاتها.

([47]) يعد إبراهيم بن عبدكه من الأشقياء البارزين في المجتمع العراقي خلال المدة التي امتدت بين أواخر العهد العثماني ومرحلة تأسيس الحكومة العراقية وهو كردي الأصل واستمر في عصيانه حتى في عهد الاحتلال البريطاني بل كانت له مواقف مشهودة في مهاجمة القوات البريطانية سواء في بعقوبة أو شهربان، ينظر: تفصيلات ذلك في.

([48]) مذكرات زتون نشرتها وترجمتها بالتفصيل جريدة الأخبار البغدادية من العدد (140) في 4 كانون الثاني 1932 حتى العدد 178 عندما تغيّر اسم الجريدة إلى (الإخاء الوطني) فاستمرت بنشرها من العدد 179 في 23 أيار 1932 حتى نهايتها في العدد 231 في 22 تموز 1932 بتسع وثمانين حلقة.

([49]) صباح مهدي رميض، الزعامة العشائرية، مصدر سبق ذكره.

([50]) ينظر:
Zetton Buchnan, in the hands of the Arabs, London, p. 164.

([51]) المندلاوي، مندلي، ص348.

([52]) المصدر نفسه، ص346.

([53]) محاضر مجلس النواب الاجتماعات الاعتيادية وغير الاعتيادية محفوظة في دار الكتب والوثائق في بغداد، شعبة الوثائق والمايكرو فيلم واختصارا سنرمز لها في الهوامش القادمة لمحضر مجلس النواب بـ(م.م.ن) وسنرمز لرقم الجلسة بـ(ج).

([54]) تفاصيل ذلك في م.م.ن، ج10 لسنة 1935، ص114.

([55]) م.م.ن، ج19، الاجتماع الاعتيادي لسنة 1935، ص114.

([56]) م.م.ن، المصدر نفسه، والصفحة ذاتها.

([57]) م.م.ن، ج 20، مناقشة قانون الوقاية الصحية رقم 6 لسنة 1929 المعدل، والصفحة ذاتها.

([58]) م.م.ن، ج22، الاجتماع الاعتيادي لسنة 1935، ص323.

([59]) م.م.ن، ج24، الاجتماع الاعتيادي لسنة 1935، ص684.

([60]) م.م.ن، ص685؛ مناقشة تعديل قانون المنح للزارع رقم 66 لسنة 1931.

([61]) م.م.ن، ج42، الاجتماع الاعتيادي لسنة 1935، ص713 والخاص بالتعديل الثالث لقانون التقاعد المدني لسنة 1936.

([62]) م.م.ن، ج28، الاجتماع غير الاعتيادي لمجلس النواب لسنة 1937، ص303.

([63]) م.م.ن، المصدر نفسه والصفحة ذاتها.

المفيد
10 02 13, 10:24 PM
جزاك الله خير ابن العم على اهتمامك بالانساب وفقكم الله للخير

shehanat tamim
11 02 13, 08:31 AM
جزااك لله خير

ع الأهتماام

لاحرمنا جديدك